سورة آل عمران - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


قوله تعالى: {قل إِن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} في سبب نزولها أربعة أقوال. أحدها: أن النبي صلى الله عليه وسلم، وقف على قريش، وقد نصبوا أصنامهم يسجدون لها، فقال: يا معشر قريش: «لقد خالفتم ملة أبيكم إبراهيم». فقالوا: يا محمد إِنما نعبد هذه حباً لله، ليقربونا إلى الله زلفى. فنزلت هذه الآية. رواه الضحاك عن ابن عباس. والثاني: أن اليهود قالوا: نحن أبناء الله وأحبَّاؤه، فنزلت هذه الآية، فعرضها النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، فلم يقبلوها، رواه أبو صالح عن ابن عباس. والثالث: أن ناساً قالوا: إنّا لنحب ربنا حبّاً شديداً، فأحب الله أن يجعل لحبه علماً، فأنزل هذه الآية، قاله الحسن، وابن جريج. والرابع: أن نصارى نجران، قالوا: إنما تقول هذا في عيسى حباً لله، وتعظيماً له، فنزلت هذه الآية، ذكره ابن اسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، واختاره أبو سليمان الدمشقي.


قوله تعالى: {قل أطيعوا الله والرسول} في سبب نزولها ثلاثة أقوال. أحدها: أن عبد الله بن أبيّ قال لأصحابه: إن محمداً يجعل طاعته كطاعة الله، ويأمرنا أن نحبه كما أحبت النصارى عيسى بن مريم، فنزلت هذه الآية، هذا قول ابن عباس. والثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم، دعا اليهود إلى الإسلام، فقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، ونحن أشد حبّاً لله مما تدعونا إليه، فنزلت: {قل إِن كنتم تحبون الله} ونزلت هذه الآية، هذا قول مقاتل. والثالث: أنها نزلت في نصارى نجران، قاله أبو سليمان الدمشقي.


قوله تعالى: {إِن الله اصطفى آدم} قال ابن عباس: قالت اليهود: نحن أبناء إبراهيم وإسحاق، ويعقوب، ونحن على دينهم، فنزلت هذه الآية. قال الزجاج: ومعنى اصطفاهم في اللغة: اختارهم، فجعلهم صفوة خلقه، وهذا تمثيل بما يرى، لأن العرب تمثل المعلوم بالشيء المرئي، فاذا سمع السامع ذلك المعلوم كان عنده بمنزلة ما يشاهد عياناً، فنحن نُعاين الشيء الصافي أنه النقي من الكدر، فكذلك صفوة الله من خلقه. وفيه ثلاث لغات: صَفوة، وصِفوة، وصُفوة، وأما آدم فعربي، وقد ذكرنا اشتقاقه في البقرة وأما نوح، فأعجمي مُعربّ، قال أبو سليمان الدمشقي: اسم نوح: السكن، وإنما سمي نوحاً لكثرة نوحه. وفي سبب نوحه خمسة أقوال. أحدها: أنه كان ينوح على نفسه، قاله يزيد الرقاشي، والثاني: أنه كان ينوح لمعاصي أهله، وقومه. والثالث: لمراجعته ربه في ولده. والرابع: لدعائه على قومه بالهلاك. والخامس: أنه مر بكلب مجذوم، فقال: اخسأ يا قبيح، فأوحى الله إليه: أعِبتني يا نوح، أم عبت الكلب؟ وفي آل إبراهيم ثلاثة أقوال. أحدها: أنه من كان على دينه، قاله ابن عباس، والحسن. والثاني: أنهم إسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط، قاله مقاتل. والثالث: أن المراد {آل إبراهيم} هو نفسه، كقوله: {وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون} [البقرة: 248]، ذكره بعض أهل التفسير. وفي {عمران} قولان. أحدهما: أنه والد مريم، قاله الحسن، ووهب. والثاني: أنه والد موسى، وهارون، قاله مقاتل. وفي آله ثلاثة أقوال. أحدها: أنه عيسى عليه السلام، قاله الحسن. والثاني: أن آله موسى وهارون، قاله مقاتل. والثالث: أن المراد ب آله نفسه، ذكره بعض المفسرين، وإنما خصّ هؤلاء بالذكر، لأن الأنبياء كلهم من نسلهم. وفي معنى اصطفاء هؤلاء المذكورين ثلاثة أقوال. أحدها: أن المراد اصطفى دينهم على سائر الأديان، قاله ابن عباس، واختاره الفراء، والدمشقي. والثاني: اصطفاهم بالنبوة، قاله الحسن، ومجاهد، ومقاتل. والثالث: اصطفاهم بتفضيلهم في الأمور التي ميزهم بها على أهل زمانهم. والمراد ب {العالمين}: عالمو زمانهم، كما ذكرنا في البقرة.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12